2024/05/09 -
أيام على النشر

غادة.. شعاع يزيد عبر السنين

حفرت اسمها بحروف من ذهب وسجلت اسم سورية 
ورفعت علم بلادها عالياً في البطولات العالمية والآسيوية والعربية
غادة.. شعاع يزيد عبر السنين
لاعبة وبطلة ألعاب قوى سورية. ولدت في قرية محردة بمحافظة حماة في سورية، وهي بطلة العاب قوة عالمية سجلت اسمها واسم سورية في المسابقات الرياضية الدولية والاولمبية وفازت بالجوائز العالمية الأولى في العاب القوى
أوصلت السورية غادة شعاع شعاعها إلى إرجاء العالم فاجمع العالم على أن حاملة ذهبية المسابقة السباعية وبطولة العالم 95 وبطولة العالم في اولمبياد أتلانتا 96 وبرونزية بطولة العالم 99 هي النجمة العربية المطلقة للرياضة السورية وأفضل الرياضيين السوريين والعرب في القرن العشرين.
ترعرعت غادة في كنف أسرة صغيرة أظهرت موهبة فطرية خلال ممارستها لكرة السلة في مدرستها وفي النادي الذي يحمل اسم قريتها (محردة)، ونظرا لموهبتها وقوتها البدنية دفعها مدرس الرياضة للمشاركة في بطولة سورية لسباق الضاحية للمدارس الابتدائية فانتزعت المركز الأول بسهولة وكانت في الثانية عشرة من عمرها.
واستمرت غادة في ممارسة العاب القوى وتحديدا سباقات الضاحية حتى عام 1989 قبل أن تتحول إلى ممارسة كرة السلة جنبا إلى جنب مع العاب القوى وأضحت خلال فترة وجيزة ابرز لاعبات المنتخب السوري لكرة السلة واستعان بها ناديا الثورة الدمشقي والجلاء الحلبي في مشاركاتهما الخارجية واختيرت مرات عدة ك أفضل لاعبة عربية وتلقت عدة عروض للاحتراف من أندية تونسية قبل ان تعود إلى حبها الأول وتتفرغ نهائيا لألعاب القوى.
وإذا كان قطع مسافة الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة فان غادة ترجمت هذه المقولة في المسابقة السباعية قولا وفعلا منذ خطوتها الأولى في بطولة سورية عام 1991 مسجلة رقما سورياً جديدا قدره 4493 نقطة.
في أول تجربة دولية لها احتلت المركز متقدم في بطولة العالم في طوكيو عام 1991 مسجلة 5066 نقطة، وفي العام ذاته حسنت رقمها في بطولة آسيا في ماليزيا وحلت في المركز الثاني عالميا مسجلة 5425 نقطة.
لقد كانت دورة العاب البحر المتوسط الثانية عشرة بفرنسا عام 1993 بداية دخولها العالمية عندما تخلت عن المشي خطوة خطوة وقفزت برقمها 890 نقطة فسجلت 6168 نقطة ونالت الميدالية الفضية. 
وسطرت غادة اسمها في سجل العالمية في دورة النوايا الحسنة في مدينة بطرسبرغ الروسية عام 1994 بميدالية برونزية مسجلة 6361 نقطة، وفي العام ذاته أحرزت ذهبية الألعاب الأسيوية في هيروشيما مسجلة 6260 نقطة.
وكان لقاء غوتسيش النمساوي الدولي عام 1995 تمهيدا للفوز في أول بطولة عالمية منتزعة المركز الأول بعدما سجلت 6760 نقطة، وهو أفضل رقم عالمي سجل في ذلك العام في المسابقة السباعية.
وتوجهت الأنظار نحو غادة في بطولة العالم لألعاب القوى في مدينة غوتنبورغ السويدية عام 1995، وهناك انتزعت اللقب العالمي الأول لها ولسورية مسجلة 6651 نقطة بعد أن قهرت عملاقات العالم أبرزهن الأميركية جاكي جوينر كيرسي والألمانيتين سابين بروان وهايكه دريشلر.
وخاف الجميع على غادة، التي أصبحت حكاية شعبية في سورية وحكاية عالمية في العالم، من أضواء الشهرة، لكنها ردت في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة عندما سجلت رقما شخصيا مقداره 6942 نقطة في لقاء غوتسيش النمساوي في 26 مايو 1996، وهو أفضل رقم عالمي سجل وقتها منذ خمس سنوات.
ولم تخيب غادة آمال بلادها في دورة الألعاب الاولمبية في أتلانتا 96، وصرخت بأعلى صوتها «أنا هنا» متفوقة على كل المشاركات لتنال الميدالية الاولمبية الذهبية الأولى لسورية في تاريخ الألعاب الاولمبية بعدما سجلت 6780 نقطة وبفارق كبير عن وصيفتها البيلاروسية ناتاشا سازانوفيتش (6563 نقطة) والبريطانية دينيز لويس (6489 نقطة).
وكانت ذهبية غادة الميدالية الاولمبية الثانية لسورية بعد فضية المصارع البطل السوري جوزيف عطية في اولمبياد لوس انجلmس 1984 والتي حقق فيها ثاني بطولة العالم.
وكما في الروايات، لا بد ان يذوق الأبطال طعم المرارة، ففي غمرة استعدادها لبطولة العالم لألعاب القوى في اليونان 1997، تعرضت غادة لإصابة قاسية في ظهرها خلال تدريباتها الاعتيادية في دمشق، وتم إيفادها إلى ألمانيا في رحلة علاج طويلة أبعدتها عن ميادين العاب القوى فترة طويلة استمرت أكثر من عامين.
ونجحت الرحلة الطويلة، واستردت غادة عافيتها وعاودت تدريباتها تدريجيا على يد مدربها الجديد الألماني اكسل شاربر وذلك قبل نحو 6 أشهر من انطلاق منافسات دورة الألعاب العربية التاسعة في الأردن الصيف الماضي 1999 التي سجلت العودة الرسمية الأولى وأحرزت فيها ذهبيتي رمي الرمح والوثب العالي وفضيتي الكرة الحديد والوثب الطويل، لكنها لم تشارك في المسابقة السباعية لضعف المنافسات من جهة، ولرغبتها في جمع أكبر عدد من الميداليات لبلادها.
وكانت مشاركة غادة في الدورة العربية بمثابة «بروفة أخيرة» قبل بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في مدينة اشبيلية الاسبانية في أغسطس 1999، ونجحت رغم ابتعادها الطويل عن المنافسات الدولية في الحصول على الميدالية البرونزية مسجلة 6500 نقطة خلف الفرنسية اونيس باربر (6861 نقطة) والبريطانية دينيز لويس (6724 نقطة).
حفرت البطلة السورية غادة شعاع اسمها بحروف من ذهب وسجلت اسم سورية ورفعت علم بلادها عاليا في البطولات العالمية والآسيوية والعربية.
 

مواضيع ذات صلة

أدب وثقافة

السيرة الذاتية للكاتب الإعلامي سعدالله بركات

ما بين الإذاعة والتلفزيون ، 37 عاما ويزيد ، كانت سنوات عمل وحياة ماتعة ، وقد تمازجت مع الكتابة الصحفية امتدادا بعد التقاعد ، لتجربتي على تواضعها

أيام على النشر

أدب وثقافة

أوراق سعدالله: نفحات وجدانية ..ومصداقية بوح بقلم الدكتورة الشاعرة مها قربي

قرأت أوراق " وجع سعدالله" فإذا بها نفحات وجدانية مرسلة " وبذلك وصفها أيضا د. جورج جبور في تقديمه للكتاب ص 7 " قلّبتها

أيام على النشر

أدب وثقافة

من ضفاف النيل: لعيني دمشق يغنّي الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد

لعيني دمشق أغني لعيني دمشق حنيني القديم بعمر الدهور بصدري يقيم

أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر

تابع أحدث التحديثات

احصل على نسختك الجديدة من المجلة
فقط قم باضافة البريد الالكتروني الخاص بك