أنامل الشعر تترجم كل حسّ بأسلوب إبداعي يلامس قلوب المتلقين بطريقة غير مألوفة و مهما كان موضوعها يُمكن اعتباره أحد أكثر العمليات أهمية، إذ يجعل الإنسان حساساً ومُدركاً لكافة الظروف التي تحيطه، بالإضافة إلى ذلك فإنّه يمتاز بالمرونة ،ويحمل في طياته صور الإبداع و رؤية للأشياء بمنظورٍ مختلف عن الآخرين ، مجلة زهرة السوسن التقت إحدى قامات الشعر الكاتبة والأديبة سهير نزير زغبور الحاصلة على إجازة في اللغة العربية ،ودبلوم تأهيل تربوي ، عملت كمدرسة لمادة اللغة العربية، وحاليا أمينة سر في إحدى قرى صافيتا ، متزوجة ولدي ولدان ، الشاب يدرس اللغة الإنكليزية. والشابة تدرس في كلية الهندسة المدنية كما أفادت به زغبور في حديثها كلمحة عن حياتها.
وقالت "زغبور": بدأت الكتابة منذ كنت نعومة أظافري في المرحلة الابتدائية على شكل خواطر كنت أضمنها أحيانا مواضيع التعبير التي تستوعب الاستفاضة المكملة للموضوع ، ومن ثم بدأت افصل هذه الخواطر ،لتتخذ منحى مستقلا ،يتطور شيئاً فشيئاً كاحلامي ،التي لم افرقها يوما عن مشروعي الأدبي وطموحاتي ،وخلال هذه الفترة كنت أشارك في الاحتفالات المدرسية من خلال القاء قصائد تتعلق بالمناسبات الوطنية والاجتماعية، واغلب هذه القصائد كانت من تأليف والدي الذي ورثت عنه كتابة الشعر، وعن أمي شغف القراءة واللغة العربية ،وحين وصلت الى مرحلة النضوج المعرفي نوعا ما استطعت رسم آفاقي بقلمي ،حينها كنت في المرحلة الثانوية ، وبدأت اخطو أولى خطواتي الجدية في طريق الأدب والكتابة ،وبتّ اكتب بزخم أكبر واتقان أكثر، وأبحث عن مفردات تليق بكل ما أجده يستحق الكتابة ، وصارت أوراقي و دفاتري تزداد ،وانا اجمعها في قلبي قبل مكتبتي ،رغم كل ماكان يعبر بها من هنات او هفوات شعرية.
وتابعت في ذات السياق قائلة: لكنني مع الوقت كنت أعود إليها واصححها دون أن أرمي نسخها القديمة ،حتى تبقى على فطرتها فأتعلم منها وأذكر كيف كنت انا وهي ،واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن قررت طباعة أول ديوان لي في عام /2016/ ، في دار الغانم للثقافة بصافيتا الذي يعود لصاحبه الأستاذ الشاعر غانم بوحمود ،ولم يخلو الأمر من دعم المقربين فقد كنت محاطة بالمشجعين لهذه الخطوة لكونها الاولى ،فالحرف حين يخرج للناس لن يعود ملكنا ،وأنما سيكون تحت مجهر النقد وذائقة القارئ.
وبينت أنه في عام /2017/ قامت بطباعة ديوانها الثاني بعنوان /نايات/ ،وفي عام /2018/ اكملت مسيرتها الشعرية وتم طباعة الديوان الثالث /تسكنني السماء/.
وأشارت إلى أنها ألفت اولى رواياتها والتي كانت بعنوان / طين ازرق/ وتم طباعتها ايضا، وخلال هذه الفترة كنت اقدم الامسيات الشعرية في عدة محافظات مختلفة،بالاضافة إلى اللقاءات التلفزيونية والاذاعية ،وجميعها ساهمت في صقل شخصيتي الأدبية التي نمت منذ الصغر، وانا اعمل على جعلها منفذا للحبر .. إلى الورق.
ملهم الشاعرة "زغبور "
كشفت بالقول:
حين يسألونني عن الملهم اقول ..
مااكثر الملهمين ممن رافقوا رحلتي .
وما اشف حضورهم في روحي .
هو الوطن ..والحب والاسرة والاصدقاء ..والطبيعة .. والاطفال ..
تلهمني الدمعة ..والابتسامة .. والوردة ..ورائحة المطر والقهوة ..
يلهمني الحزن ..
ويلهمني الامل ..
يلهمني كل مايعبر حواسي الى احساسي وروحي .
ليكمل من حولي مهمة توطين الحرف ...
فعائلتي واصدقائي كان لهم الدور الكبير في ذلك .. لذا كنت قادرة على التوفيق بنسبة أراها مقبولة بين واجباتي الأسرية والمهنية وبين الكتابة ، لان كل من حولي كان يدعمني ، وانا بطبعي أحاول ان اعطي كل شيء حقه وبأقصى استطاعتي .. وبين الامس واليوم ..وهناك وهنا..
اجدني التحم مع الناس أكثر .. لان حبري ليس لي ..
حبري هو ظلي ..وظلي لايظللني إنما عليه ان يظلل الاخرين .. كي يحقق هدفه السامي .. فكل قصيدة تكتب لاجل الشاعر فقط ،هي محض إملاء نرجسية .. القصيدة للجميع .. القصيدة ..غيمة تعبر أرض الشاعر وتعود للانسان .. الذي ساظل اكتب عنه .. شعرا ونثرا وروايات .. الى أن يجف دمي ..
وختمت الشاعرة زغبور حديثه "لزهرة السوسن "
بقصيدة بعنوان "حدثتني" حدثتني الشوارع ..طيلة هذا الصباح .. عن اشياء كثيرة .. اشياء لا ادرك منذ متى هي ... لكنها هي .. ككسر متبدل في عنق الكلمات ..او جبيرة ...من قشور تلك الجزئيات التي لطالما كسرت صوتي بتفاصيل التضاد...... حدثتني عن الماء .. .كيف يتبخر حين تحاصره النار .. كيف يتجمد ..حين تصير الامكنة حوله باردة .. وكيف يموت الوقت عطشا ..حين يجف ..... هو لايروي حلق الحب ..الا حين يحضنه بين كفيه حدثتني عن النار .... كيف تهب ..حين يضرمها بصيص .... كيف تشتعل حين تمر بها ريح جامحة .. بالورق .. وكيف تنطفئ بماء ..بلا اوكسجين ... حدثتني عن الرماد .... كيف يكون المتبقي من الماء والنار ..... كمزيج متاجنس من التراب ..... من وجهه القمحي ... وماء وجهي ..... من رغيف لم يحترق بالنار .. لكنه طازج جدا ...ليوم ماطر ..... وامرأة تسير صباحا .. تفكر بكل الاشياء المنطقية ..واللامنطقية .... وتحفظ منها ماتيسر من عناوين ..تصلح للقصيدة.
ملك محمود