خواطر للكاتبة جورجينا فرح
الحنين ضيف ثقيل ...ثقيل.... لايطرق ابوابنا الا ليلا ... ليوقظ الماضي الراقد فينا... يقلقل غفوته .... وينبش اعماقه ... ويطلق ارواحنا هائمة تبحث عن عطر متيمها في الاثير... ليثير في مخيلتنا الذكريات.. نستحليها حتى و لو كانت علقماً... ولاتهدأ سكينته الا باشعال نار الصور والحروف في قلوبنا ... ولايطفي نيرانه الا لحن اغنية مكررة للمرة الالف على مسامعنا .... او نفحة عطر تعشقت في صدورنا .... او ربما حدث نجيد تكراره في ذاكرتنا العقيمة الا عنه ....فنبتسم ....ثم ندمع ....ثم نستسلم لنوم على مد الحلم .......
............
ومن قال ان العتب صابون القلوب ؟.... هو مدية تغرز في القلب بعد التعافي ليعاود النزف من جديد .... هو تجديد للالم الاول مع فارق الصدمة الاولى ... هو اعادة استنهاض لكل حرف جارح واعادة شريط الكلمات اللاذعة باسلوب منمق بغطاء الاعتذار .... ... لعل الالم يجعلنا نهذي بكلمات ليست مفهومة وفي الحقيقة ....... ..احفظوا قلوب من تحبون من كثرة اللوم و العتاب......او؟؟ ... ........عا قد المحبة العتب كبير؟؟؟؟
............
البعيد عن العين بعيد عن القلب.... كم هي عقيمة هذه العبارة وعجفاء.. الا يعلمون ان البعيد عن العين القلب مسكنه ومأواه وبدونه لانبض فيه ولا حياة .. بعيد عن العين؟ ومن المعتوه الذي صنف الرؤى في البعد او القرب .. ليتهم يعلمون ان العين تصاب بعمى الغائب و تأبى ادراك الاشياء في بُعده ... لتبقى صورته عالقة في بؤبؤها ويبقى طيفه حائماً يؤنس وحشتها حتى موعد اللقاء الثاني... فالروح لمثيلتها تشتاق .... والعين معلقة تنظر مرور الايام ...