أيام على النشر
كل شيء بمقدار
لهذا الكون وكل مافيه موازين دقيقة تعمل بآلية مدروسة، إذ كل شيء وجد بقدر يحفظ التوازن كالمسافة بين الأرض وسائر النجوم وعلاقة ذلك بالجاذبية الأرضية وعلاقة الجاذبية الأرضية بكل مايحدث على الأرض، الغلاف الجوي ونسبة كل غاز فيه، الثروات الموزعة في الأرض، شكل الأرض ودورانها وعلاقة ذلك بالمد والجزر وتعاقب الليل والنهار واختلاف الفصول الأربعة ومواسم الزراعة والحصاد، أهمية الجبال للأرض (وجعلنا فيها رواسي) /الحجر١٩/، الذكر والأنثى عند الإنسان والحيوان والنبات، حتى أجسامنا والنظام القائم داخلها (جهاز الدوران، آلية الرؤية والسمع، العقل والذاكرة والاستيعاب....).
كل شيء له نظام دقيق يعمل به (وكل شيء عنده بمقدار) /الرعد٨/ وإذا اختلفت معايير تلك الأنظمة حدث الخلل وأسفر ذلك عن نتائج قد تكون مدمرة وعلى نطاق أضيق أقول:
حتى طعامنا نعتمد في طهيه على مقادير محددة وقد لانتقبله بسبب رشة ملح زائدة مثلا كذلك الأمر بالنسبة لتصرفاتنا وتفكيرنا وانفعالاتنا يجب أن تكال بمكاييل صحيحة لتكون بمقادير صحيحة أيضاً، فكل مايزيد أويقل عن حده هو غير مقبول حتى المشاعر الجميلة إذا بالغنا فيها فقدت جمالها وأهميتها فالاسترسال في الكره قد يؤدي إلى الجريمة مثلا،والمبالغة في الحب قد يقود إلى المرض والجنون خلاصة الحديث أنه ليس أجمل من الاتزان في كل شيء وهذا الاتزان لا نحققه إلا بعد أن نضع كل شيء في مكانه المناسب وبالقدر الواجب فقط دون زيادة أو نقصان نفرح باعتدال ونغضب باعتدال ونتحكم بردود أفعالنا ومحاكمتنا العقلية للأمور عواطفنا بحاجة إلى حكم عقلنا وعقلنا بحاجة إلى راحة ضميرنا وهذا بحاجة إلى حسن المحاكمة والتصرف وهذا الأخير بحاجة إلى التوازن في شخصيتنا.
سوسن رقماني