أيام على النشر
لكل امرئ من مهنته نصيب!!
لكل امرئ من مهنته نصيب!!
لطالما كان للمرء من اسمه نصيب "غالبا" فمن كان اسمه يرمز إلى الرقة واللطف، كأسماء الزهور والطبيعة غالباً مايكون لطيفاً ورقيقاً، وإن تظاهر بعكس ذلك فهو سيبدي تلك الحقيقة إذا ما تعاملت معه أكثر، وإذا كان اسمه يرمز إلى قيم معينة كالعدل، والإخلاص مثلاً، فإن ذلك سنلحظه حتماً في شخصية صاحب الاسم خاصةً بعد بلوغه سن النضج.
ولكن هل الاسم فقط هو مايعكس لنا صفات صاحبه؟ طبعاً لا، إن هناك أشياء أخرى لها بالغ الأثر في تكوين ملامح شخصية كل إنسان.. فالمهنة التي يمارسها تؤثر على طريقة تعامله وتفكيره مع الآخرين أيضاً،لذلك يمكننا أن نعرف مهنة شخص ما لمجرد التعامل معه لمدة معينة،حسب "فطنتنا"سنميز بين الموسيقي،والرسام، والضابط،والتاجر، والمحقق، والممثل، والمعلم، والطباخ الخ.... ولكل مهنة أدواتها، فإذا بالغنا باستعمال تلك الأدوات فقدت تلك المهنة قيمتها وفائدتها في نظر الآخرين.
على سبيل المثال: المحقق إذا رافقه الشك والتدقيق وقلة الثقة خارج أوقات عمله بات وجوده غير مريح،وثقيل بالنسبة للآخرين، والضابط الذي اعتاد على إلقاء الأوامر بصرامة وحزم لايمكنه أن يكون مرغوبا بحضوره في كل مكان إذا تمسك بتلك الصفات...كذلك الأمر بالنسبة لبقية المهن. جميل ذلك التنوع في المهن، وقبيح أن نبالغ في استخدامها في تعاملنا مع الحياة والناس. مكروه وجود المعلم في مجمع يحاول فيه فرض رأيه لأنه اعتاد أن يكون الآخر مجرد متلقي لمعلوماته، ومنفّر ذلك الطبيب الذي يستهين بضعف الآخرين وحاجتهم إلى مساعدته؛ لإنه اعتاد أن يكون صلباً وبلا مشاعر عندما تعرّف على تفاصيل كثيرة أثناء تشريح الجثث.. لكل شيء في هذه الحياة آداب لابدّ من التقيد بها لنكون على قدر من الأهمية بالنسبة لأنفسنا ولغيرنا. وفي الختام أقول مذكرةً :"كل إناء ينضح بما فيه".
فلنجعل محتوانا ذو قيمة ولنقدمه بأصول.
سوسن رقماني