المرأة.... قوّة التغيير في المجتمع الإعلامية رائدة وقاف اسم على مسمى في الطموح والنجاح
لعبت المرأة السورية على مرّ العصور، دوراً كبيراً في التكوين الثقافي والتأثير المعرفي في المجتمع، وشكلت قوة دافعة رئيسية للنمو المستقبلي، وقد عرفنا من كتب التاريخ والوقائع ، قصص كفاح واجتهاد علميّ ومجتمعيّ، أثبتت وما تزال تثبت قدرة النساء على الريادة و صناعة النجاح في غير مجال.
نحن اليوم في حضرة واحدة من اللواتي سطّرن، بجد وأناة ، حكاية طموح وتفوّق علميّ ومهني ، محمولا على رؤية فكرية في مجال من أدق مجالات العمل وأهمها، مجال الإعلام ومهنة المتاعب أي الصحافة عنيت.
إنها السيدة الإعلامية رائدة وقاف ، التي حققت نجاحات عدة ، عبر الأثير وعلى الشاشة ،كما في المجال النقابي ، والمجتمعي ، فكانت رائدة بحق ولها من اسمها كل النصيب.
مجلة زهرة السوسن التقت بالإعلامية رائدة وقاف ، نائبة رئيس اتحاد الصحفيين، مستحضرة أهم محطات حياتها، وأهمية النجاح في الحياة كما للمرأة- وفي التفاصيل قالت إنها حاصلة على إجازة في الأدب الإنكليزي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة دمشق ، وتعمل مذيعة في التلفزيون العربي السوري منذ عام ١٩٩٤، بعدما اجتازت مسابقة رسمية، وأنها أجرت عدة دورات إعلامية في المركز العربي للتدريب للإذاعة والتلفزيون لمدة ٦ أشهر كما أجرت دورة هامة لتقديم الريبورتاج في مدينة هيلفرسون هولندا بمشاركة العديد من الدول لمدة شهرين ونصف في عام ١٩٩٥ وكذلك كلفت عام ١٩٩٨ إلى الولايات المتحدة لإجراء دورة عن الإعلام التنموي لمدة ٣ أشهر خاص بالمنظمات الدولية وحينها اتقد شغفها بالسياسة وتعمقت فيها أكثر.
بدايات ونجاحات إعلامية ..
تضيف السيدة وقاف على أن العمل الإعلامي كان مرافقاً لها منذ الصغر حيث كانت تلقي الشعر أثناء فعاليات منظمة الطلائع وكذلك تقدم أنشطة مسارح اتحاد الطلبة والحفلات الجامعية، وتتولى عرافة الحفلات الرسمية الطلابية، كما شاركت في برنامج الطلبة في التلفزيون العربي السوري ، وفيما أوضحت وقاف أن التلفزيون أعطاها فرصا مهمة ، لأنها تميزت والمعنيون دائماً يبحثون عن المتميز، ويقدمون المساعدة له، ومباشرة تم تكليفها ببرنامج "في بيتنا تلفزيون" وزارت فيه أهم البيوت السورية في حمص وحماة وحلب وكذلك قدمت برامج عديدة ونشرات إخبارية حتى استقرت في برنامج المغتربين وهو من إعدادها وتقديمها في البداية عملت مع الأستاذ خلدون المالح وبعدها عملت به بمفردها حتى 2006 وزارت فيه معظم دول عالم الاغتراب السوري واطلعت على عالم الغربة الغني جداً.
أما حالياً فهي تعمل كمعدة ومقدمة برنامج سياسي أسبوعي اسمه "عن كثب" كل يوم سبت ومذيعة للنشرات الإخبارية بالإضافة إلى الإشراف على المذيعين كمذيعات التلفزيون العربي السوري .
ونقابية ..
ولدى سؤالنا عن دورها كنائب رئيس اتحاد الصحفيين أشارت إلى .. أنها دخلت في مجال العمل النقابي من فترة طويلة تشارك في اجتماعات اتحاد الصحفيين وهو موازي للعمل المؤسساتي الحكومي، ولكن له أبعاد أكثر أهمية متمثلة في أنه غير رسمي وخاصة أن التفويض بالعمل فيه هو بناءً على اختيار وثقة زملائي وزميلاتي. وقد نوّهت إلى العمل على إيصال مطالب الصحفيين وهمومهم وصوت الصحافة السورية والإعلام السوري الذي تعرض للعدوان في السنوات الماضية، ومحاولات لإسكات صوته ، وإسكات صوت الصحفي السوري، وتعرض الصحفي السوري للانتهاك أثناء أداء مهمته ودوره وهذا ما نحاول مواجهته وحله على صعيد اتحاد الصحفيين، وكل المنابر الخارجية.
عطاء من تراكم الخبرة..
وأردفت وقاف أن تراكم خبرتها قادها الى نقلها للآخرين ، فهي تقوم بتدريب كوادر إعلامية و أجرت البريطانية وفي عام ٢٠٠٥ استلمت جائزة الصحفي BBC الألمانية و DW دورات عدّة سواء في المتقصي لفيلم أنجزته حول دمشق القديمة منحت من قبل ثومسون فاونديشن، ونالت المرتبة الأولى على كل دول العالم العربي المشاركة، فانطلاقاً من هذه الإنجازات الهامة والخبرة التي اكتسبتها فهي تدرب وتقدم خبرتها للجيل الجديد، إضافة إلى أنها قامت بالتدريب العملي بكلية الإعلام بجامعة دمشق لأن الإعلام هو تجربة هامة لا تعطى عبر منهاج أكاديمي فقط، إنما تتيح الفرصة للعديد من الإعلاميين المساهمة في تدريب الطلبة ، بحد و بإسلوب علمي فعّال، وهي تجربة مهمة جداً، منحت فرصة للطلاب للحصول على المهارات العملية ،ومنحتها فرصة للتعرف على مهارات الجيل الجديد والعمل على تنميتها.
وتضيف السيدة وقاف أنها دربت في المركز التدريبي الإذاعي والتلفزيوني التابع لوزارة الإعلام إضافة إلى مساهمتها في العديد من الدورات من خلال إلقاء الحوار والإعداد والإخراج الوثائقي إعداد وتقديم speaking to the وإنجاز تغطية تلفزيونية ناجحة وكما تقوم بتدريب دورات مهارات الإلقاء مثل وهو فن الحوار والحديث بارتجال مع أي جهة أو شخصية مسؤولة. public وفي سياق الحديث أوضحت قيامها حالياً بدورات للإلقاء والحوار، وأوضحت موضوع التدريب والتأهيل يجب على كل إعلامي لديه التجربة أن يقوم بعمليات التدريب لأن الصحفي عندما يتدرب ويتأهل ، تصبح فرص العمل أوسع وأسرع بالنسبة له وبالتالي فإنه يقطع جزءا كبير ا من الطريق ويتأهل بشكل جيد ويكون له فرص حتى يبدأ العمل.
نجاحات الإعلام الوطني:
أما فيما يتعلق بالحرب الإرهابية على سوريا تقول لقد تعرض الإعلام السوري والصحافة السورية لحرب لا تقل شراسة عن الحرب الميدانية منذ بداية الحرب على سورية، وتعرض الصحفيون السوريون لانتهاكات عديدة، كما استهدفوا من قبل الإرهابيين، وتعرض الإعلام السوري والصحافة السورية لمحاولات عدة لإسكات صوته وصوت الحقيقة وإخفائها عن العالم ، لذلك كان على الإعلامي السوري أن يبذل جهوداً كبيرةً لكي يبقى الإعلام السوري حاضراً في المنبر الذي يؤمن به، وبحقيقة ما يطرحه في وجه المنابر التي كانت تسوق الأكاذيب ، وكان يعمل بها إعلاميون يعلمون أنهم يسوقون الأكاذيب، ولكن في الفترة الأخيرة تغيرت القناعات والكل وقف مع الحق السوري والقضية السورية وتغيرت وجهات النظر.
ونوهت إلى أنه خلال الحرب تم استجلاب العديد من الذين تم تدريبهم على العمل الصحفي، كي يفبركوا قصصا وحكايات مزورة، في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية والاحتلالان التركي والأميركي ، وبالتعاون مع العديد من دول الغرب وكانت مسرحيات الكيماوي وغيرها التي أنفقت الدول المعادية لسورية الأموال الطائلة كي يتم تسويقها في المنابر الإعلامية والدولية.
لذلك فقد تعرض العمل الصحفي الحقيقي لتشويه والتوظيف بيد الإرهابيين وداعميهم وحجبت الحقائق عن المجتمعات الغربية والعالمية كي يتم تسويق المشاهد والقصص المفبركة والمغالطات إلا أن العالم اليوم بدأ يدرك الحقائق رويداً رويداً.
تضامن…
وعن جهد الاتحاد للتضامن مع الصحفيين الوطنيين، أوضحت أن كونغرس الاتحاد الدولي للصحفيين أصدر بياناً بالإجماع تضامناً مع زميلنا محمد الصغير المختطف لدى ميليشيا قسد التابعة للاحتلال الأمريكي في سجن غويران، والذي أعلن الإضراب عن الطعام ويعاني من حالة صحية متردية وتعذيب من قبل الميليشيات التابعة للاحتلال الأمريكي، وتعاون معنا اتحاد الصحفيين الغربي والدولي إلا أن هذه الميليشيا رفضت إطلاق سراحه، ومن الجدير بالذكر أن الصحفي خالد الحسن تعرض للخطف قبله وبقي عند ميليشيا قسد لمدة سنتين ولهذا نحاول أن نكون بالمنابر الدولية، وإيصال أصوات هؤلاء الصحفيين والانتهاكات التي يتعرضون لها ونغطي الحقائق و نحن أطلقنا تقرير الحريات الصحفية لأول مرة بعام ٢٠٢١ من سوريا عبر اتحاد الصحفيين وقمنا بإعداد تقرير رئيس الاتحاد الزميل موسى عبد النور إلى جانب رصد الانتهاكات، وكانت بجداول وحقائق وأرقام حتى استخدمنا الطرق الحديثة برسم الجداول البيانية.
وعند سؤالنا عن دور المرأة الصحفية الإعلامية أجابت إن المرأة وصلت إلى درجة مرموقة بعملها وأدائها وتضحياتها ودورها إبّان الحرب العدوانية على سورية، فكانت منهن الشهيدة والجريحة وكانت الصحفية السورية مثال لكل صحفية تحب وطنها وترابه وتدافع عنه.
آفاق...
ونوهت كذلك إلى أنه لاينبغي للصحفي أن يحسب عمله محصور فقط في نطاق الإذاعة أو المؤسسة مكان عمله ، وهذا مفهوم خاطئ فهو يستطيع ممارسة عمله بوسائل التواصل الاجتماعي وفي المجتمع ، لذلك على الصحفي أن يتمتع بالمهارات الاجتماعية لكي يتمكن من التواصل والتفاعل مع المحيط والتأثير فيه وقبول وجهات النظر المختلفة، والقدرة على استيعاب الناس واختلاف ثقافاتهم وأسلوب حياتهم ،ولذلك أنصح جميع الصحفيين بقراءة كل ما تصل إليه أيديهم من شعر وروايات وقصص وأدب وكتب في شتى المجالات.
فضل وشكر
وفي ختام اللقاء أكدت وقاف أن التلفزيون السوري له فضل كبير عليها ، وهو الذي نما موهبتها ورعاها، فهي تدربت فيه وتعلمت من القامات الإعلامية الكبيرة فيه ونهلت من خبراتهم وتشربت قيماً أساسية مهمة على صعد الحياة بأسرها د وفي نفس الوقت هذا التلفزيون أتاح لها فرصاً مهمة لا يمكن أن تنساها ، وأكدت على اعتزازها بهذا الانتماء السوري ، وعن أملها بعودة البلاد إلى ما كانت عليه من ازدهار ونجاح بسواعد أجيال الأمل والنصر.
بيان قواص
