2024/04/19 -
أيام على النشر

قراءة في كتاب ميسلون ويوسف العظمة للدكتور غسان الكلاس

قراءة في كتاب ميسلون ويوسف العظمة للدكتورغسان الكلاس

إن كلّ أمة تبتغي صناعة المجد في حاضرها ومستقبلها عليها الاحتفاء بتاريخها والعودة إلى أحداثه من اجل الاستلهام منها والاقتداء بأبطاله وصنّاع أمجاده ونحن اليوم على أعتاب الذكرى المئوية الثانية لملحمة ميسلون الخالدة التي كانت حدثاً جللاً تبدت فيه بسالة السوريين بأعظم مظاهرها وقدشارك في صياغة تلك الملحمة أبطالنا من مختلف بقاع بلدنا الحبيب حتى قرية صدد البلدة النائية التي تغفو على أطراف البادية كان لها شرف المشاركة فيها حيث كان في صفوف أبطالها اثنان من المجاهدين هما مطانس السلمون(١٨٩٧_١٩٧٠) ومخول الحصيري(١٩٠١_١٩٨٩) وكتاب ميسلون ويوسف العظمة لمؤلفه الدكتور غسان الكلّاس الصادر عن دار المقتبس في٤٧٤ صفحة يدهشك ويجعلك محتاراً فيما يجب أن تطلقه على المؤلف من صفات فهو الباحث الموضوعي الموسوعي الذي يحيط بموضوع بحثه إحاطة شاملة غير مغفلٍ لاي جانب من جوانبه والمؤرخ الدقيق الذي يتناول كل ماكُتب عن الواقعة منذ ١٩٢٠ وحتى ٢٠٢٠ واضعاً إياها في سياقها التاريخي والأديب الألمعي الذي يسوق إليك أفكاره بأسلوب رائع من التكثيف والإيجاز الذي لايخلّ بالمعنى مستخدماً عبارات رشيقة سائغة مدهشاً القارئ بالكم الكبير من الغنى والتنوع المعرفيين وببراعة الاستشهاد وقدكان الكاتب موفقاً بدايةً في اختيار العنوان الذي بدت له وظيفة دلالية حيث ذكر اسم الملحمة عاطفاً عليه اسم شهيدها البطل فكما قال توماس كارليل(إن تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء) وقد حالفه التوفيق عندما بدأ بعبارات عن معركة ميسلون لرئيسين رمزين من رؤساء سوريا هما القائد المؤسس حافظ الأسد باني سوريا الحديثة وشكري القوتلي الرئيس المناضل الذي عرف بنشاطه السياسي في مقارعة الانتداب الفرنسي لدرجة صدور أكثر من حكم إعدام بحقه لكن الله أنجاه منها حتى إهداء الكتاب لحفيده طلال الذي تزامنت ولادته مع وضع اللمسات الأخيرة للكتاب له دلالة رمزية فكأنه يقول للجيل القادم أنتم الوعد والأمل وعليكم تعوّل الأمة في صناعة أمجادها ورسم مستقبلها وتابع ممهداً بقول للمفكّر ساطع الحصري عن أهمية واقعة ميسلون وقد قّسم المؤلف كتابه إلى قسمين تناول في القسم الأول الكتب التي صدرت عن مجريات ونتائج الواقعة وصنّفها مرتبة في أربع مجموعات ١- مؤلفات الذين عاصروا المرحلة او شاركوا فيها ٢_مؤلفات المؤرخين والكتّاب الذين أرّخوا للمعركة في أطرها التاريخية والسياسية والعسكرية ٣_ مؤلفات تناولت شخصية البطل الشهيد يوسف العظمة ٤_صور ماورد في بعض الموسوعات أما القسم الثاني والذي أسماه(صدى ميسلون في الآداب والفنون) فقد تناول الأثر الذي تركته الواقعة في الأدب من شعر ومسرح كمافي الدراما بأنواعها سينمائية وتلفزيونية وإذاعية دون ان ينسى الفن التشيكلي بمختلف أنواعه ولم يغفل حتى الطوابع التذكارية وعندما ذكر أثرها في الصحافة نوّه بحاجة الموضوع إلى المتابعة والرصد وألحق المؤلف بقسمه الثاني العديد من الصور التي جسّدت المعركة وشهيدها الأول وذكر في نهاية الكتاب مجموعة من المراجع والمصادر لمن يريد التوسع والاستزادة وختاماً مهما كانت الكلمات لا أعتقد انها يمكن ان تفي الكتاب حقّه ولايسعنا إلا ان نحني إجلالاً أمام عظمة الجهد المبذول في هذا الكتاب الرائع والأسلوب البارع الذي كتب به.

مريم كدر

مواضيع ذات صلة

أدب وثقافة

السيرة الذاتية للكاتب الإعلامي سعدالله بركات

ما بين الإذاعة والتلفزيون ، 37 عاما ويزيد ، كانت سنوات عمل وحياة ماتعة ، وقد تمازجت مع الكتابة الصحفية امتدادا بعد التقاعد ، لتجربتي على تواضعها

أيام على النشر

أدب وثقافة

أوراق سعدالله: نفحات وجدانية ..ومصداقية بوح بقلم الدكتورة الشاعرة مها قربي

قرأت أوراق " وجع سعدالله" فإذا بها نفحات وجدانية مرسلة " وبذلك وصفها أيضا د. جورج جبور في تقديمه للكتاب ص 7 " قلّبتها

أيام على النشر

أدب وثقافة

من ضفاف النيل: لعيني دمشق يغنّي الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد

لعيني دمشق أغني لعيني دمشق حنيني القديم بعمر الدهور بصدري يقيم

أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر

تابع أحدث التحديثات

احصل على نسختك الجديدة من المجلة
فقط قم باضافة البريد الالكتروني الخاص بك